الاقتصاد السلوكي Fundamentals Explained



إذاً تُتخذ من خلال الاقتصاد السلوكي قرارات دون النظر إلى التوقعات؛ قرارات تعتمد على ما تمليه علينا العواطف فقط، ومن بين القرارات التي يبحث فيها الاقتصاد السلوكي قرارك مثلاً بأي كلية ستلتحق، كوب القهوة الذي تشتريه صباحاً، لون المعطف الذي ستشتريه؛ وجميعها قرارات تتخذها يومياً دون أن تأخذ في حسبانك أي عوامل اقتصادية ودون أن تفكر بعقلانية.

ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

بدأ علم الاقتصاد السلوكي في السبعينيات والثمانينيات، مع ذلك يمكن إرجاعه إلى القرن الثامن عشر عندما ناقش آدم سميث في كتابه نظرية المشاعر الاخلاقية كيف تؤثر الرغبات على السلوك الاقتصادي، إلا أن تحديد الاقتصاد السلوكي كفرع عن الاقتصاد يعتبر حديثًا نسبيًا ويرجع إلى الثلاث عقود الاخيرة من القرن العشرين، حاليًا ينمو نموًا متزايدًا.

لإيضاح الفكرة أكثر يمكننا أيضاً طرح مثال آخر: إذا سألت مجموعة من الناس عن نوع القهوة التي يفضلونها، ستذهب أغلب الاتجاهات نحو القهوة السادة دون سكر، لكن إن وضعت على طاولة مجموعة أنواع هذه موكا، وهذا كابتشينو وما إلى ذلك من أنواع القهوة؛ ستجد أنَّ القرارات تتغير، وسيختار الناس الموكا والكابتشينو ويتركون القهوة السادة.

- عادة، يتخذ أشخاص قرارات من أجل تحقيق أفضل استفادة، وفي الاقتصاد، هناك نظرية الخيار العقلاني التي تنص على أنه عندما يتاح أمام الشخص عدة خيارات يمكنها تعظيم استفادته، فإن الخيار الأكثر جدوى وإرضاء بينها هو الذي سيتم اختياره.

بدأ مجموعة من العلماء مثل تفيرسكي، ووارد إدواردز، و دانيال كانيمان، في مقارنة النماذج المعرفية لاتخاذ القرار في ظل عدم اليقين والمخاطرة بالنظريات الاقتصادية للسلوك العقلاني، في نفس الوقت بدأ تقبل فرضية المنفعة المتوقعة ونماذج المنفعة المنخفضة، هذه القوانين أسست للبناء على النماذج القياسية من خلال تطبيق المعرفة النفسية.

حسب الأستاذ بكلية هارفارد للأعمال فرانشيسكا جينو، فإن تغيير البيئة أو السياق الذي يُتخذ فيه القرار يتطلب المرور بأربع مراحل هي: تحديد المشكلة، ثم تحديد الدوافع النفسية الكامنة وراء هذه المشكلة، ثم صياغة استراتيجية التغيير التي عادة ما تشتمل على الترغيب، ثم مراجعة النتائج والتأكد من مدى فعالية الاستراتيجية المتبعة.

تبرع المظهر إنشاء حساب دخول أدوات شخصية إنشاء حساب

مجمل القول، نجح ريتشارد ثيلار في إثراء الجسم المعرفي بقيمة علمية مضافة، من خلال مده للجسور بين اثنين من العلوم المهمة المعاصرة وهما علم الاقتصاد وعلم النفس، وذلك من خلال تحليل عملية صنع القرار عند الفرد.

الحادث الأول خرج منه شخص بحالة خطرة للغاية وربما ستكون نهايته قريبة في حال لم يتم إسعافه.

على عكس الاقتصاد التقليدي الذي يفترض أنّ الناس تعمل على تعظيم المنفعة الذاتية، ويختارون دائماً البديل الذي يصب في مصلحتهم، ويفكرون بعناية في الفوائد والتكاليف، وهم على علم تام بالآثار المترتبة على اختياراتهم، لا تتأثر قراراتهم بالعواطف أو أي مؤثر خارجي، وبالتالي تكون دائماً القرارات العقلانية هي الأمثل بالنسبة لهم.

تمكن ثيلار من تسليط الضوء على المشاهدات القديمة، التي ترى بصعوبة الحفاظ على استمرارية قرارات السنة الجديدة. فأنشأ نموذج المخطط-الفاعل كإطارعمل، في سبيل تحليل ماهية نقصان ضبط النفس لدى الشخص.

يميل الاقتصاد السلوكي إلى وضع إطار واضح لفهم الطريقة التي يرتكب بها الناس الأخطاء، هذه الأخطاء التي سوف تتكرر في ظروف معينة، وبهذا يمكن الاستفادة من الاقتصاد السلوكي في إنشاء بيئات مناسبة تدفع الناس نحو قرارات الاقتصاد السلوكي أكثر عقلانية، وهذا ما تفعله الحكومات كما ذكرنا بهدف توجيه مواطنيها نحو شراء سلعة ما بهدف اعتماد طريقة الحياة الصحية مثلاً.

من منا لا يذكر مثال القطار أو مثال المشفى الذي يعرضه لنا برنامج بألعاب العقل أو غيرها من البرامج والمحاضرات؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *